تقرير حول أوضاع مرتبات مصممي UI/UX العرب في المنطقة لعام 2023

لا شك أن مجال تصميم UI/UX مازال من المجالات التخصصية الجديدة في العالم وأيضاً في منطقتنا العربية، لذلك يوجد إقبال شديد على الدخول إلى هذا المجال من الكثير من الشباب الذين يبحثون عن مجال يتخصصون به أو أشخاص يرغبون في تغيير مجال تخصصهم الوظيفي.

ولكن في نفس الوقت لا يوجد معلومات كافية وواضحة حول أوضاع العاملين في هذا التخصص والرواتب التي يتقاضونها وساعات العمل اليومية أو حتى طريقة العمل والتعامل بينهم وبين الشركات المختلفة.

لذلك قمت بعمل مبادرة بسيطة بهدف جمع بعض هذه المعلومات عبر استبيان بسيط قمت بطرحه على جمهوري، هذه الفكرة كانت قد راودتني بعدما شاهدت الزميل Obeida Amin قد قام بعمل استبيان استهدف به المصممين المتواجدين ضمن سورية والذين سنتطرق لهم بشكل منفصل لاحقاً ضمن تقرير آخر.

على كل حال تم الحصول على هذه المعلومات بناءاً على استبيان شارك به 232 مصمم عربي وهو رقم جيد بالمجمل سوف يعكس الواقع بطريقة منطقية إن شاء الله، وطبعاً كل الشكر لمن شارك بهذا الاستبيان.

التخصص والخبرة

في البداية دعونا نحدد نسب التخصص وعدد سنين الخبرة ضمن السوق في الوقت الحالي، حيث نجد أن 68.1% من الذين شاركوا في الاستبيان كانوا يعملون تحت مسمى وظيفي UI/UX Designer، بينما نجد أن 10.3% فقط يعملون بمسمى وظيفي Product Designer.

وتنخفض هذه النسبة لتصل إلى 6% فقط لمصمم UI Designer و 6.9% لمصممي UX Designer، اما 8.7% كانوا يعملون بمسميات وظيفية أخرى مختلفة.

نجد من هذه النسب أن وظيفة UI/UX Designer مازالت هي الأكثر طلباً ما بين الشركات في المنطقة العربية، وهناك بعض التوجه للتحول إلى المسمى الوظيفي Product Designer ولكن بشكل خجول، أما العمل كتخصص UI أو UX فقط فهو موجود ولكن بنسبة ضعيفة جداً حتى الآن.

أما على صعيد الخبرة فكانت النسبة الأكبر من المشاركين 54.3% يعتبرون أنفسهم متوسطين الخبرة، أما 20.3% فهم أشخاص لديهم خبرة عالية، و 24.6% هم أشخاص يمتلكون خبرة بسيطة أي مبتدئين في المجال بشكل عام.

هذه النسبة توضح أن معظم الذي يعملون ضمن هذا المجال حتى الآن هم مستجدون ضمن المجال وأنهم لا يمتلكون الخبرة الكافية بعد، وهذا يؤكد على أن السوق مازال يتطلب نسبة اكبر من الخبراء حتى يتم تغطية الفرص المتوفرة ضمن الشركات.

البلدان وأنماط العمل

لننتقل إلى توزع المصممين في البلدان الذين يعملون أو يعيشون فيها، نجد أن النسبة الأكبر كانت للمصممين ضمن المملكة العربية السعودية بواقع 18.5% أما ثانياً كانت مصر بـ 18.1% وحلت الأردن ثالثاً بنسبة 16.4%، وحصلت فلسطين على نسبة 11.2%.

أما كل من سوريا والمغرب فقد حصلت كل واحدة منهما على نسبة 6.5%، وتوزعت باقي النسب ما بين دول أخرى بينها اليمن والعراق وتركيا وقطر والامارات والسودان وتونس وليبيا بنسب تتفاوت ما بين 0.5% إلى 3%.

هذا يدل على أن السوق السعودي والمصري يستحوذ على 40% تقريباً من الطلب والتوظيف لمصممي UI/UX بشكل عام، هذا بغض النظر عن نسبة المصممين العاملين في هذه البلدان ولكن (عن بُعد) أي أنهم يعيشون في بلدان أخرى.

وأن كل من الأردن وفلسطين وسوريا والمغرب تعتبر بلدان واعدة في هذا المجال من ناحية الاهتمام و تصدير الخبرات، ولكن بحكم معرفتي فإن معظم من يعمل في هذه البلدان تحديداً مقيمين في بلدانهم الأصلية ويعملون لصالح شركات خارج مكان إقامتهم.

أما بالنسبة لمكان تواجد المصممين أثناء العمل فكانت النتائج كالتالي 57.3% يعملون لصالح شركات بنفس البلد الذين يعيشون به، و 29.3% يعملون لصالح شركات متواجدة ضمن بلدان أخرى، أما باقي الاجابات كانت متنوعة بشكل كبير.

طبعا من خلال هذا الاستبيان نجد أن نسبة كبيرة من الشركات أصبحت تعتمد على موظفين عن بُعد من بلدان أخرى، وهذا لعدة أسباب أهمها، صعوبة إيجاد خبرات ضمن نفس البلد الذي تعمل فيه الشركة، بالإضافة إلى توفير التكاليف عبر توظيف أشخاص من بلدان ذات تكلفة مادية أقل من ناحية المعيشة.

أما أنماط العمل كانت متفاوتة بشكل عام فقط صرح 52.2% أنهم يعملون ضمن مقر الشركة، أما 32.3% من المشاركين أوضحوا أنهم يعملون بإسلوب العمل الحر، و 20.3% يعملون عن بعد بدوام كامل أما النسبة الأخيرة المتبقية وهي 9.1% يعملون عن بعد أيضاً ولكن بدوام جزئي، أما ما تبقى فكانت حالات مختلفة.

من هذه النسب نجد أن العمل ضمن الشركة مازال هو المسيطر على أسلوب العمل ضمن الشركات العربية، ولكن بنفس الوقت أصبح هناك نسبة لا يستهان بها من الأشخاص الذين يعملون بأسلوب العمل الحر، وإذا احتسبنا نسبة الأشخاص الذين يعملون عن بعد مع الذين يعملون باسلوب العمل الحر نجد أنهما يشكلان نسبة تُقارب نسبة العاملين ضمن الشركات بشكل مباشر.

أما سؤال أخر ضمن هذا الاستبيان فكان حول إمكانية عمل المصمم على أكثر من مشروع بنفس الوقت، فكانت الإجابات كالتالي 44.8% يعملون فقط على مشروع واحد أو وظيفة واحدة فقط، أما 36.2% يعملون غالباً على أكثر من مشروع، أما 15.1% فكان لديهم مشكلة في إيجاد العمل في الأساس.

هذه الإحصائية توضح أن عدد لا بأس به من الأشخاص يفضلون العمل على أكثر من مشروع بهدف زيادة الدخل الخاص بهم، وأن نسبة بسيطة نوعاً ما لا يمكنها إيجاد العمل في الوقت الحالي لأسباب مختلفة.

الدخل المادي والحالة الإجتماعية

أيضاً كان لا بد من تسليط الضوء على الدخل المادي والحالة الاجتماعية للمصممين UI/UX في البلدان العربية، حيث صرح 44.4% بأن دخلهم المادي الشهري دون 500$، أما 30% فقط كان دخلهم ما بين 501$ إلى 1000$ شهرياً.

أما 10% فقد كان دخلهم الشهري ما بين 1001$ إلى 1500$، أما النسبة الأقل كانت 2.2$ هي بدخل ما بين 1501$ إلى 2000$ شهرياً، أما ما تبقى وهي نسبة 13.3$ كانت تتمكن من الحصول على دخل أكبر من 2001$ شهرياً، هذه الأرقام كانت بعد فلترة البيانات بشكل مناسب.

من هذه النسبة نجد أن الغالبية العظمى من مصممي UI/UX مازالوا يتقاضون رواتب منخفضة جداً مقارنة مع أقرانهم في باقي أنحاء العالم، وهذا منطقي جداً خصوصاً إن نظرنا إلى مستويات الخبرة لدى المصممين العرب ومستوى الدخل في البلدان العربية.

هذا الدخل القليل انعكس على رؤية العاملين في هذا المجال على الدخل ونسبة كبيرة منهم 65.5% لا يجد أن هذا الدخل كافي لتغطية تكاليف الحياة، وكانت فقط نسبة 31.5% لديهم نظرة مختلفة واعتبروا أن الدخل كافي، أما ما تبقى فكانت لديهم أجوبة مختلفة.

حتى مقياس الشعور بالرضا عن الدخل كان متدني جداً فقد أعرب 64.7% عنهم لا يجدون بأن الدخل عادل بالنسبة لهم، أما 29.7% فقط اعتبروا أن ما يتقاضونه كان عادل بالنسبة للعمل.

مع العلم أن أكثر من 70.7% من المشاركين في هذا الاستبيان كانوا عزاب غير متزوجين، و فقط 17.2% كان لديهم عائلة مع أولاد، و 10.8% فكانوا من الأشخاص المتزوجين حديثاً والذين لا يملكون أولاد بعد.

وهذا يوضح بشكل كبير أن أكبر نسبة من العاملين ضمن هذا المجال تحديداً هم من الشباب الحديثي الدخول إلى مجال العمل، كون معظمهم لم يقم بتكون أسرة بعد.

في النهاية

بعد أن قمت بالانتهاء من هذا التقرير الدسم والإطلاع على كامل البيانات، بدا واضح بالنسبة لي أن معظم الأشخاص الذين يعملون ضمن مجال تصميم UI/UX في بلادنا العربية مازالوا من المبتدئين، وأن النسبة الأكبر غير قادرة على الحصول على دخل مادي جيد بما يكفي للأسف، وهذا بسبب ضعف الخبرة كسبب رئيسي.

على كل حال أتمنى أن يجد هذا التقرير طريقه إلى أطراف وشركات قد تستفيد منه بشكل جيد، وفي النهاية أيضاً أتوجه بالشكر إلى كل من Ahmad Alhuwwari و Aseel N و Bashar Louzon لمساهمتهم في نشر الاستبيان على أوسع نطاق، ولنا إن شاء الله لقاء آخر السنة القادمة عسى أن تكون الأوضاع قد تغيرت إلى الأفضل.