كيف يمكن لمنصات No-Code مساعدة الشركات الصغير والمشاريع الناشئة؟

تواجه الشركات الصغيرة والمشاريع الناشئة مجموعة من التحديات التي تعيق تقدمها وتنفيذ أفكارها والمشاريع التي تخطط لها، من بين هذه التحديات محدودية الموارد وصعوبة تأمين الموظفين وضيق وقت التنفيذ والكثير من المشاكل الآخر.

ولكن مع ظهور منصات No-Code أصبح هناك إمكانية للتعامل مع هذه التحديات وتجاوزها بأسلوب مختلف عن السابق، فهذه المنصات أصبحت توفر طريقة لتطوير حلول برمجية دون كتابة أي سطر برمجي مما يساعد المديرون وأصحاب المشاريع على تنفيذ أفكارهم بشكل أسرع و بمرونة أكبر.

وكنت سابقاً قد شرحت ما هي منصات No- Code؟ و عددت أيضا مجموعة من أهم المنصات في هذا المجال، ولكن في هذه التدوينة سوف أقوم بالتركيز على النقاط التي تساعد فيها منصات No- Code الشركات الصغيرة والمشاريع الناشئة، وكيف يمكن لهؤلاء المشاربع تخطي معظم مشاكلهم والتوسع في نطاق عملهم عبر استخدام هذه الأدوات والمنصات ودمجها ضمن أعمالهم.

تبسيط العمليات الداخلية

يعاني الكثير من الشركات الصغيرة من تعقيد العمليات الداخلية في الشركات، مما يضطر الكثير من الموظفين إلى ارتداء أكثر من قبعة داخل الشركة من أجل العمل على أكثر من جانب من جوانب العمل، وهذا ما يؤدي إلى تقليل إنتاجية الموظفين و بطء العمليات بشكل عام.

ولكن يمكن لهذه الشركات أن تعتمد على منصات No-Code من أجل تبسيط عملياتها الداخلية وتسريعها وأيضا التقليل من التكلفة بطريقة تخدم أهداف المرحلة الحالية، مثلا من الجيد أن يعتمد أحد الأقسام في شركة ما على منصة No- Code لعمل برنامج لإدارة المخزون الداخلي حسب الاحتياج، بدل القيام باستخدام برنامج خاص بهذا الموضوع قد يكون بتكلفة عالية ومنحى تعلم استخدام صعب.

اختبار الأفكار الأولى

تعتبر عملية اختبار أي فكرة قبل العمل على تطويرها بشكل فعلي أمر أساسي في عملية تطوير المشاريع الناشئة، فأنت بالتأكيد لا تريد أن تعمل لمدة طويلة على تطوير برمجية ما وتنفق عليها الكثير من المبالغ المالية، لتتفاجئ في النهاية أن هذه الفكرة ليس مطلوبة من قبل العملاء ولا أحد يرغب بها.

ولكن مع منصات No-Code يمكنك أن تقوم بعمل أي فكرة ترغب بها على نموذج MVP لكي تتمكن من اختبارها على أرض الواقع وسماع آراء العملاء بشكل فعلي، ما يوفر عليك الكثير من الوقت والمال ويضمن لك أن ما تعمل عليه الآن هو فعلا ما يحتاجه ويطلبه العملاء.

زيادة سرعة عملية التطوير

بكل تأكيد يمكنني القول إن عملية تطوير أي منتج رقمي "وهنا أقصد برمجة التطبيقات والمواقع" تعتبر عملية طويلة ومعقدة تأخذ الكثير من الوقت والمال، كون التطوير بحد ذاته يحتاج إلى الكثير من الموظفين والخبرات والمراحل المختلفة.

ولكن في بعض الحالات يمكننا الاستعاضة ببديل عن ذلك عبر منصات No-Code، فبإستخدام الأدوات التي توفرها هذه المنصات يمكن لفريق صغير أن يقوم بتطوير الكثير من الأفكار والمنتجات الرقمية بسرعة كبيرة ودون الحاجة لكثير من الخبرات التقنية، ما يجعل عملية التطوير عبر هذه الأدوات مناسبة جداً في الكثير من المراحل خصوصا في حال عدم توفر الوقت والمال الكافي لتطوير الأفكار والميزات المطلوبة من الصفر.

تحسين التعاون ما بين الفرق

غالبا ما تعاني الشركات الصغيرة التي تكون ضمن مراحل التأسيس المبكرة من مشكلة التعاون ما بين أعضاء الفرق المختلفة ضمنها وذلك بسبب غياب التنسيق وطريقة العمل المشتركة، كون الشركة ككل ما زالت في مرحلة التكوين المبكر وليس هناك أسس يعتمد عليه أفراد الشركة.

ولكن مع توفر حلول تقنية سهلة الاستخدام والتطوير عبر منصات No-Code سيكون باستطاعة أعضاء الفرق المختلفة التواصل مع بعضهم بشكل أسهل، خصوصاً أن اللغة المشتركة في عملية تطوير المنتجات الرقمية عبر هذه المنصات سهلة بالمجمل ولا تحتاج إلى خبرة تقنية عالية.

رفع إمكانية المنافسة

ضمن المشاريع الناشئة يعتبر إطلاق الميزات الجديدة بشكل سريع من أهم النقاط التي يحتاجها رائد الأعمال، فالأفكار في وقتنا الحالي هي رأس المال الأساسي الأكثر أهمية، ولكن طبعا إذا تمكنت من الاستفادة منها وتنفيذها وتقديمها للعملاء بشكل سريع قبل المنافسين، وألا يسبق غيرك لتنفيذها وتفقد وقتها ميزة الأسبقية.

لذلك سرعة تنفيذ أي فكرة جديدة وإطلاقها قبل المنافسين أمر هام جدا، وهذا بالتأكيد واحد من الميزات التي تقدمها منصات No-Code، لذلك بالاعتماد على هذه الاستراتيجية في التطوير فسوف تكسب الشركات الناشئة والصغيرة ميزة تنافسية هائلة مقابل الشركات الأخرى.

التكلفة المنخفضة

تعاني معظم الشركات الناشئة والشركات الصغيرة في بداية مشوارها من أزمة السيولة المالية، فموضوع تأمين المال ليس بالأمر السهل في البداية خصوصاً قبل مرحلة إطلاق المنتج والبدء في تحقيق الأرباح المالية.

لذلك يحرص المديرون على تقليل النفقات المالية في بداية مشوار الشركة والتأكد من أن كل دولار سوف يتم إنفاقه بشكل مناسب، ومن سمات منصات No-Code هي التكلفة المنخفضة مقارنة مع عملية التطوير من الصفر التي تعتمد على مطورين ذوي خبرة.

إمكانية التوسع السهلة

طبعا دائماً ما تكون المشاريع الصغير أو الناشئة تمتلك في منتجاتها ميزات بسيطة أو محدودة في البداية لذلك سيكون من المهم أن يتم توسيع الخدمات التي تقدمها هذه المشاريع ضمن تطبيقاتها ومنتجاتها المختلفة مع مرور الوقت.

وقد يعتقد البعض أن منصات No-Code لن تكون جيدة أو مناسبة ضمن هذه النقطة تحديدا، أي أن ما نقوم بتطويره عبر هذه المنصات لن يكون قابلاً للتوسع في المستقبل بشكل جيد، ولكن هذه غير دقيق فهذه المنصات باتت في الوقت الحالي قادرة على تقديم المزيد من الميزات والتوسع ضمن المنتجات التي يتم تطويرها عبرها بكل سهولة.

الخلاصة

تكلمت كثيراً عن الميزات التي تقدمها منصات No- Code للشركات الصغيرة والمشاريع الناشئة من وجهة نظري، ولكن بالتأكيد هذا لا يعني أنها ستكون مناسبة تماماً لكل مشروع أو فكرة نرغب في تنفيذها. 

ولكن ما كنت أرغب في الإشارة إليه ضمن هذا المقال، أن هذه المنصات أصبحت تقدم ميزات كبيرة وبتكلفة مادية و زمنية منافسة بشكل كبير، لذلك يجب على المديرين والمسؤولين ضمن الشركات الاطلاع عليها بشكل جيد وتقييمها ضمن خياراتهم عندما يفكرون في إيجاد حلول تقنية.