تابعني على
هل تعلم أن 15% من سكان الكوكب يعانون مشاكل تصنف كإعاقة حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية لعام 2011، وعدم اهتمامك بإمكانية الوصول في تصميمك يجعل استخدامه أصعب أو مستحيل لهذه الفئة!
عندما نقوم بتصميم منتج أو خدمة ما فإننا نهدف لأن يكون هذا المنتج قابل للاستخدام من قبل الجميع، ولكن على أرض الواقع ليس كل الأشخاص سيستطيعون في النهاية من استخدام المنتج، فالأشخاص ذوي الإعاقة (أصحاب الهمم) يحتاجون للتعامل مع المنتجات بطريقة مختلفة حتى يتمكنون من الاستفادة منها وهذا دور إمكانية الوصول.
مفهوم إمكانية الوصول يحدد ما إذا كان بإمكان الجميع استخدام أي منتج أو خدمة بما فيهم ذوي الإعاقة، وذلك عبر مجموعة من القواعد والأنظمة التي تحدد شكل التصميم وكيفية تطبيقه على أرض الواقع.
هذه القواعد تساعد المصممين في تصميم منتجات أو خدمات ذات مستوى عالي في إمكانية الوصول، لذلك على المصممين فهم هذه القواعد بشكل جيد وتطبيقها أثناء عملهم بشكل جيد حتى يتم الحصول في النهاية على تصاميم ذات مستوى عالي من الجودة ومراعاة جميع فئات المجتمع.
تكلمت سابقاً عن قابلية الإستخدام Usability وبشكل عام هناك خلط كبير ما بين إمكانية الوصول وقابلية الاستخدام، فكثير من المصممين يعتقدون بأن المصطلحين يمثلان نفس المفهوم، ولكن ذلك غير دقيق.
قابلية الاستخدام Accessibility تهتم بجعل المنتج أكثر فاعلية في تقديمه القيمة للمستخدم والاستفادة من ميزاته، لذلك يمكننا إعتبار أن إمكانية الوصول جزء من قابلية الاستخدام، ولكن هذا بشكل نظري، أما على أرض الواقع فإن قابلية الاستخدام غالباً ما تركز على المستخدمين العاديين فقط.
لذلك هنا يأتي دور إمكانية الوصول والتي تركز على المستخدمين ذوي الإعاقة، بحيث يصبح المنتج مناسب لهم أيضاً، ولكن يعتبر التركيز على إمكانية الوصول أمر يساعد جميع الأشخاص في المجتمع بدون استثناء، وذلك كنتيجة غير مباشرة.
فعندما تقوم بتحسين تصميم منتج ما من أجل أن يصبح مناسب لفئة محددة من ذوي الإعاقة مثل الأشخاص الذين يعانون من رؤيا ضعيفة، فإنك بهذا الشكل تقدم تصميم ذو قابلية إستخدام أفضل لجميع المستخدمين بشكل عام.
لذلك يعتبر كل من إمكانية الوصول وقابلية الاستخدام وجه لعملة واحدة يؤثر كل منهما على الآخر، ويعتبر الاعتناء الجيد بكل منهما عامل مؤثر على تقديم منتجات تناسب أكبر شريحة ممكنة من المستخدمين ويجعل المنتج أفضل.
كثير من الشركات لا تعير إمكانية الوصول Accessibility الإهتمام المطلوب ضمن منتجاتها وهذا لا يعتبر مؤشر جيد، مع العلم أن الإهتمام في إمكانية الوصول يؤثر بشكل كبير على عدة جوانب ضمن أي منتج، منها جانب التحسين لمحركات البحث SEO.
والشيء الذي لا تعرفه معظم الشركات التي تقوم بتقديم حلول تقنية بأن محركات البحث أصبحت تعتبر إمكانية الوصول عامل مهم جداً في أي موقع، لذلك عندما يجد محرك البحث أن هذا الموقع يقدم إمكانية وصول جيدة فهذا سوف يزيد من ترتيب هذا الموقع بشكل كبير ضمن نتائج البحث.
أيضاً يؤثر الإهتمام بإمكانية الوصول في العلامة التجارية لأي شركة بشكل كبير، فالمنتجات التي تقدم تجربة إمكانية وصول جيدة تقدم تجربة مستخدم أفضل بشكل عام، وهذا عامل مؤثر بشكل كبير في العلامة التجارية.
هناك عدد كبير من المشاكل التي يمكن تصنيفها كمشاكل إمكانية وصول خصوصاً أن النسبة التقديرية للأشخاص ذوي الإعاقة حول العالم تقدر ب 15% من سكان الكوكب، أهم هذه المشاكل:
وطبعاً هناك مشاكل إمكانية وصول مختلفة أخرى ولكن هذه أهمها وأكثرها إنتشاراً وتأثيراً على تصميم المنتجات.
هناك الكثير من الإرشادات التي تتعلق بآلية تصميم المنتجات منها ما هو عام ومنها ما هو يؤثر على جزئيات بحد ذاتها، مثل الإرشادات التي تتعلق بتحديد الألوان والخطوط وأحجام العناصر وغيرها، ولكن سوف أقوم في هذه المقالة بسرد الإرشادات العامة فقط على أن أتكلم حول الإرشادات المتعلقة بالجزئيات التفصيلية ضمن مقالات لاحقة.
يعتبر الإعتناء في إمكانية الوصول Accessibility في الوقت الحالي أمر بالغ الأهمية، لأنه عامل مؤثر على المنتج بشكل مباشر، وهو يزيد من نسبة الجمهور الذي يستطيع استخدام المنتج، وأيضاً يحسن تجربة المستخدم والعلامة التجارية بشكل كبير.
وقد يكون بالنسبة لك مراعاة هذه الأمور كلها أثناء التصميم أمر صعب كمصمم، ولكن مع التدريب والاطلاع على الإرشادات المختلفة، سوف يصبح الموضوع بديهي بشكل أكبر مع مرور الوقت، لذلك احرص على فهم أكبر كم من القواعد التي تؤثر على إمكانية الوصول حتى تستطيع تطبيقها أثناء عملك.
متخصص في تصميم واجهات الاستخدام وتجربة المستخدم، عملت على عشرات مشاريع تصميم التطبيقات والمواقع، وأعمل حالياً كمستشار تصميم تجربة مستخدم ضمن العديد من الشركات التقنية، بالإضافة لعملي كمدير للمنتجات ضمن مشاريع تقنية مختلفة.
واجهات الاستخدام
إدارة الشركات
