تابعني على
الألوان من أهم العناصر التي تكون أي تصميم فبدونها سوف يبدو كل شيء باهت ولا معنى له.
يعتبر اللون من أهم العناصر ضمن أي تصميم، فالمستخدم غالباً ما يميز الألوان بطريقة أسرع من تمييزه لأي جزء آخر من مكونات التصميم، وبسبب هذه القوة التي يمتلكها اللون فإن المصممين يقومون بتوظيف الألوان ضمن تصاميمهم بطريقة تساعده في إيصال الرسائل التي يرغبون في إيصالها.
لذلك إن كنت ترغب في العمل ضمن أي مجال من مجالات التصميم مثل الجرافيك، واجهات الاستخدام، والديكور، لا بد من أن تفهم الألوان بشكل كامل حتى تتمكن من التعامل معها واستخدامها بطريقة مناسبة ضمن مشاريعك.
لهذا أردت البدء بتدوين سلسلة "اللون 101" والتي ستكون مجموعة من التدوينات التي توضح كل الجزئيات المتعلقة بالألوان بشكل كامل وبطريقة مرجعية.
يعتبر اللون عبارة عن موجات ضوئيات ذات أطوال طول مختلفة تنتج من انعكاس الضوء عن الأسطح المختلفة، وتستطيع أعيننا البشرية أن تميز هذه الموجات وأيضاً أن تميز الأختلاف بطول كل موجة، وتفسر عقولنا الفرق بين أطوال الموجات الضوئية بالألوان.
أي أن لكل لون طول موجة لون مختلفة تماماً عن غيرها بالنسبة لنا، فمثلاً يعتبر اللون الأحمر أحد أطول الموجات اللونية أما اللون البنفسجي فيمتلك أقصر هذه الموجات، وطبعا كون الموجات تنتج عن انعكاس الضوء على الأسطح المختلفة فعدم وجود الضوء لا يسمح بوجود ألوان بدوره، لذلك في الغرف المظلمة لا نستطيع أن نشاهد الألوان والتفاصيل الموجودة ضمن الغرفة.
بالرغم من التعريف البسيط نسبياً للألوان إلا أن اللون له مكونات مختلفة تساعد على اكتسابه تفاصيل أكبر، فكل لون نعرفه له نطاق واسع من التدرجات ما بين الغامق والكاشف ودافئ أو البارد، هذه المكونات هي أربع جزئيات أساسية موجودة ضمن كل لون.
وهي القيمة الأساسية في اللون والتي تعبر عنه فعلياً، فلكل لون درجة صبغة معينة تعبر عنه، فهذا المكون هو ما يعبر عن قيمة اللون الأساسية مثلاً للون الأحمر درجة صبغة معينة تختلف عن الأزرق أو الأخضر وهكذا.
هذا المكون يعبر عن قوة الصبغة أو نقائها بدون أي إضافات مثل الأبيض أو الأسود، فكلما زادت هذه القيمة كلما زاد قوة الصبغة وأصبح اللون أكثر تشبعاً، أما عند نقصانها فنحصل على لون أقل نقاء أو تشبع، فمثلاً الألوان ضمن شعار شركة جوجل ذات تدرج لوني مشبع بدرجة عالية ويختلف الشعور العام في الشعار لو تم تقليل قيمة الإشباع.
وتعتبر هذه الجزئية كتصنيف للألوان بحيث تميل بعض الألوان لكي تكون أكثر برودة أما بعض الألوان الآخرى تميل لأن تكون أكثر حرارة، ويتم استخدام هذا المصطلح بشكل كبير ضمن التصوير الفوتوغرافي، حيث يؤثر على الشعور الناتج ضمن الصور، فالصور ذات الألوان الباردة مختلفة تماماً عن الصور ذات الألوان الدافئة.
وتستخدم هذه القيمة من أجل أن تصف نسبة الإشراق أو القتامة ضمن أي لون، وهي نسبة إضافة الأبيض أو الأسود إليه والتي تكسبه طبعا تدرجات مختلفة، مثلاً تدرجات الأحمر الغامق مختلفة تماماً عن تدرجات الأحمر الكاشف، ويعود ذلك بسبب إضافة أبيض أو أسود إلى اللون الأحمر الأساسي.
ويتم التعبير عن هذه الجزئيات بطرق مختلفة ضمن كل نظام لوني كما سوف نشاهد لاحقاً ضمن الأنظمة اللونية، وهي الطرق التي تتعامل معها الأجهزة الإلكترونية مع الألوان.
يعتبر اختيار الألوان المتناسقة أو التوليفات اللونية المناسبة أمر مهم جداً، إختيار الألوان المناسبة يساعد في إظهار التصميم بالشكل الصحيح أو العكس، فمن الممكن أن يخسر التصميم قدرته على إيصال الرسالة المطلوبة منه أو جذب إنتباه المشاهدين فقط بسبب التركيبة اللونية الغير مناسبة .
لذلك عمل المصممون والفنانون على العديد من النماذج اللونية وأنظمة الألوان التي تساعد المصممين على اختيار الألوان المتناسقة بطريقة صحيحة وسهلة، وأنت كمصمم قد لا تكون مضطراً للتعرف على كل هذه الطرق ولكن تعرفك على بعضها سوف يساعدك بشكل كبير، ولعل أهم هذه النظم هي العجلات اللونية.
تقسم عجلة الألوان الأساسية الألوان إلى عدة أنواع حيث يمكننا تحديد الألوان الأولية، والثانوية، والثالثيّة، والتي تسمح لنا عند دمجها مع بعضها البعض بنسب مختلفة من تكوين ألوان أخرى، وأيضاً تقسم عجلة الألوان الاساسية الألوان إلى ألوان دافئة وألوان باردة.
وهي الأحمر والأصفر والأزرق والتي تعتبر صبغات لونية صافية مختلفة عن بعضها البعض أي أنها ألوان فريدة، ويمكن الحصول على أي لون آخر من ألوان الطيف عبر دمج نسب مختلفة من الألوان الأوليّة مع بعضها البعض.
وهي البنفسجيّ والبرتقاليّ والأخضر وتنتج عندما يتم دمج لونين من الألوان الأوليّة مع بعضها البعض بنسب متساوية تماماً.
وهي ألوان ما بين الألوان الأوليّة والثانويّة وتعتبر مزيج من هذه الألوان بنسب مختلفة.
توفر عجلة الألوان أيضاً طرق سهلة من أجل مساعدة المصممين في اختيار الألوان المتناسقة مع بعضها البعض، وذلك عبر بعض التركيبات التي تم تجربتها سابقاً وأثبتت نجاحها في التصاميم العملية، طبعاً يبقى للمصمم الحرية في اختيار الألوان التي يجد أنها مناسبة لتصميمه، ولكن في حال كنت مصمم مبتدئ أو لديك بعض المحددات ستكون هذه التركيبات مساعدة بشكل كبير لك.
تعتبر الألوان المتقابلة على عجلة الألوان هي ألوان متكاملة، هذه الألوان مرتبطة مع بعضها البعض بحيث تكون متكاملة ومتباينة معاً، لذلك يمكن استخدامها في بناء تصاميم تحتاج للتباين بشكل كبير مما يعزز الرسالة التي يتم إرسالها.
وهي عبارة عن لون أولي يستخدم معه لونين ثانويين يقعان أمامه ضمن عجلة الألوان، يمكنك استخدام هذه الطريقة ضمن التصاميم التي تحتاج إلى ثلاث ألوان متباينة بنسبة معينة.
هنا يتم استخدام ثلاث ألوان من عجلة الألوان يفصلها عن بعضها البعض مسافات متساوية تماماً، يمكن الاستفادة من هذه الطريقة في حال الحاجة إلى ألوان متباينة بشكل كبير ضمن التصميم.
تعتمد هذه التركيبة على استخدام مجموعة من ثلاث ألوان متجاورة على عجلة الألوان ما يمنح هذه الألوان تدرج مريح للاستخدام ضمن التصميم.
ضمن هذه التركيبة يتم استخدام أربعة ألوان تكون متقابلة ضمن عجلة الألوان بشكل مباشر.
يتم ضمن هذه التركيبة استخدام لون واحد فقط ولكن بتدرجات مختلفة وذلك عبر إضافة درجات مختلفة من الأبيض أو الأسود إلى التدرج الأساسي، ما يمنح المصمم إمكانية للتعبير عن درجة أهمية العناصر ضمن التصميم باستخدام تباين هذه الدرجات.
بهذا الشكل أصبح لديك فهم جيد عن طبيعة الألوان والتفاصيل الخاصة باللون، أيضاً أصبح واضحاً لك مفهوم عجلة الألوان وكيف يتم استخدام طرق مختلفة من أجل الحصول على توليفات لونية متناسقة بصرياً بطريقة جيدة ضمن تصاميمك
متخصص في تصميم واجهات الاستخدام وتجربة المستخدم، عملت على عشرات مشاريع تصميم التطبيقات والمواقع، وأعمل حالياً كمستشار تصميم تجربة مستخدم ضمن العديد من الشركات التقنية، بالإضافة لعملي كمدير للمنتجات ضمن مشاريع تقنية مختلفة.
واجهات الاستخدام
إدارة الشركات
