تابعني على
alert icon
قريباً إطلاق الموقع بشكل جديد تماما مع محتوى جديد أيضاً
تجربة المستخدم
نشر في
2022-09-15

هل تم ارتكاب أكبر أخطاء شركة أبل عندما أطلقت Dynamic Island؟

ضجة من النادر أن نشاهدها على تصميم ميزة جديدة فهل هذه الميزة مشكلة بالفعل لتجربة المستخدم؟

هل تم ارتكاب أكبر أخطاء شركة أبل عندما أطلقت Dynamic Island؟

منذ أن أطلقت أبل هاتفها الجديد iPhone 14 Pro من أسبوع وعالم مصممي UI/UX قام ولم يقعد حرفياً، كل يوم هناك عشرات المنشورات والتعليقات والآراء حول ميزة Dynamic Island التي يملكها الهاتف الجديد ضمن نسخة 14 الـ Pro و Max.

ولكن هل فعلاً ارتكبت أبل أكبر خطأ في تاريخها عندما صممت ميزة Dynamic Island بهذا الشكل؟

صراحة أردت الكتابة حول الموضوع منذ اليوم الأول ولكن تأخرت قليلاً حتى أقرأ أكثر حول الموضوع وأشاهد بعض التجارب العملية للميزة، لكي أستطيع تكوين رأي حول Dynamic Island بشكل أفضل ثم حدد موقفي من الموضوع.

ما هي Dynamic Island؟

أعتقد أننا جميعاً نعلم ما هي أجهزة iPhone وكيف أنها ضمن الإصدارات السابقة كانت تملك مساحة سوداء في أعلى الشاشة تدعى "Notch" تحتوي تحتها على مجموعة من الحساسات التي تستخدم ضمن عمل الجهاز بالإضافة إلى الكاميرا الأمامية.

ما قامت به أبل ضمن جهاز iPhone 14 Pro هو تحويل "Notch" إلى مساحة أصغر تحتوي على شكل مستطيل ذو أطراف دائرية، ولكن ما تم إضافته هنا هو إنشاء مجموعة كبيرة من عناصر واجهات الاستخدام UI التي تعمل بشكل تجعل هذه المساحة السوداء داخلها ولا تظهر بشكل واضح للمستخدم، وتم تسمية هذه الجزئية بالمسمى الجديد Dynamic Island.

مثال عن ميزة Dynamic Island
مثال عن ميزة Dynamic Island

ما هي مشاكل Dynamic Island بالنسبة لتجربة المستخدم؟

كما قلت سابقاً بعد ظهور هذه الميزة الجديدة قام الكثير من مصممي تجربة المستخدم بتحليل آلية عمل هذه الميزة، وكان لهم رأي مخالف لأبل في الموضوع، فبحسب الكثير من المنشورات تحوي ميزة Dynamic Island على الكثير من المشاكل ضمن آلية الاستخدام يجعلها سيئة وغير مناسبة.

مشاكل قابلة الاستخدام

إحدى أكثر النقاط التي تم الاعتراض عليها هو مكان هذه الجزيرة الصغيرة على الهاتف، فهي في أعلى الشاشة حرفياً، ما يجعل الوصول إليها صعب جداً بالنسبة للمستخدم عندما يقوم باستخدام الجهاز بيد واحدة فقط.

فشاشة جهاز iPhone 14 Pro تبلغ 6.1 انش أما النسخة الأكبر Max فهي بحجم 6.7 انش، أي أن الجهازين يملكان شاشة كبيرة فعلياً، وسيكون من الصعب على معظم المستخدمين إن لم يكن جميعهم الوصول إلى هذه المنطقة من الشاشة واستخدام هذه الميزة.

لأن معظم المستخدمون يقومون باستخدام هواتفهم الذكية باستخدام يد واحدة، ما يجعل شاشة الهاتف مقسمة إلى ثلاث مناطق حسب سهولة وصول الاصبع لها، أما Dynamic Island فهي تقع ضمن منطقة يصعب الوصول إليها ما يسبب مشاكل في الاستخدام ويجبر المستخدمين على إمساك الهاتف بكلتا اليدين حتى يتمكنون من استخدامه.

مخطط توضيحي لشاشة الهاتف وسهولة الوصول ضمنها
مخطط توضيحي لشاشة الهاتف وسهولة الوصول ضمنها

الكاميرا الأمامية متسخة

أيضاً من المشاكل التي تم التكلم عنها هي اتساخ الكاميرا الأمامية، فهذه المنطقة قابلة للضغط والاستخدام بحسب UI المستخدم، وهذا سوف يترك بصمات يد المستخدم على هذه المنطقة بشكل مستمر، وطبعاً كما اشرت هذه المنطقة تحتوي على الكاميرا الأمامية تحتها!

أي بهذه الحالة سيكون على المستخدم أن يقوم بمسح الشاشة في كل مرة يحتاج أن يستخدم الكاميرا الأمامية حتى يتمكن من التقاط صور نقية بدون أي مشاكل في الوضوح.

صورة توضح اتساخ الكاميرا الأمامية
صورة توضح اتساخ الكاميرا الأمامية

مشاكل ضمن UI أيضاً

بعض المصممين ذهب إلى أبعد من ذلك أيضاً فقد أشار بعض المصممين لوجود مشاكل في تصميم وتناظر بعض واجهات الاستخدام التي تم استخدامها ضمن Dynamic Island، مثل عدم تساوي المساحات وعدم اتساق العناصر وغيرها.

من مشاكل واجهات الاستخدام

الآن هل Dynamic Island مصيبة من فعل أبل؟

دعونا نكون واقعيين هل الميزة سيئة بهذا الشكل؟ برأي الشخصي لا طبعاً ميزة Dynamic Island تعتبر مثال رائع جداً في ابتكار تصميم يحاول إخفاء مشاكل أو نقاط لا تريد الشركة إظهارها للمستخدمين، وقد تمكنت أبل بكل جدارة من إبهار الجمهور.

وما يثبت براعة أبل هو ما حدث ضمن المؤتمر عندما تم الإعلان عن الميزة، فعند الكشف عنها وعن الاسم الذي تم إطلاقه Dynamic Island من قبل أبل، تعالت ضمن الصالة الضحكات من قبل الحاضرين، لان هذه الجزئية ليست جديدة الكثير من الشركات قامت بعملها ضمن أجهزتها ولم يسبق لأحد إعطاءها اسم.

ولكن بمجرد أن تم البدأ بالشرح حول كيفية توظيف الفكرة بدأ الجمهور بالهدوء و إبداء الإعجاب بالفكرة، مع العلم أن أبل ليست أول شركة تقوم بطرح مثل هذا الفكرة وإنما سبقتها لها LG منذ سبع سنوات تقريباً ضمن جهازها LG V10 والذي كان يحتوي على شريط في الأعلى ضمنه UI قابل للتفاعل.

هاتف LG V10
هاتف LG V10

وكالعادة استطاعة ابل تقديم الفكرة بطريقة مناسبة أكثر وبشكل يحبه الجمهور وهنا مربط الفرس، من الممكن أن لا يكون كل الحلول التي تقدمها ضمن تصاميمك هي الأفضل دائماً، ولكن عندما تقدم الحل التصميمي للمستخدم بطريقة تدفعه لحبها فهنا سوف يتغاضى عن المشاكل التي قد تواجهه مع التصميم.

وهذا ما تبرع فيه أبل بشكل كبير فمعظم المستخدمين في الوقت الحالي متشوقين لاستخدام هذه الميزة ضمن أجهزتهم الجديدة، وانا متأكد مئة بالمئة أننا سوف نشاهد عشرات الأجهزة التي ستقوم باستنساخ الفكرة لاحقاً ضمنها.

شاهدنا سابقاً كيف تعامل الجمهور مع Notch عندما ظهرت في البداية ضمن أجهزة أبل وكيف كانت السخرية هي سيدة الموقف، ولكن لاحقاً تحولت إلى ميزة يتم إطلاقها ضمن مئات الأجهزة الأخرى فقط من أجل التشبه بجهاز iPhone.

الخلاصة

قد تعتقد انني احد مطبلي أبل ولكن صراحة لا استخدم اجهزتهم ضمن حياتي إلا فقط ضمن جهاز iPad والذي بالمناسبة لا أحبه كثيراً بسبب ضعف ميزات النظام، ولكن الحق يقال تعتبر أبل واحدة من أهم الشركات التي تؤثر على السوق، وذلك بسبب قوة تجربة المستخدم التي تقدمها ضمن أجهزتها وأنظمتها أيضاً.

لذلك من الجيد أن نطلع على هذه التجارب وأن نتعلم منها ولعل أفضل ما يمكن تعلمه من هذه الحالة هو أن المصمم الجيد يستطيع استخراج حلول خارج الصندوق تتناسب مع الموقف، وأيضاً يجب على المصمم تقديم حلوله التصميمية بطريقة تلفت انتباه المستخدم حتى يتقبل الحل بطريقة جيدة.

Ahmad Sekmani Avatar
أحمد سكماني

متخصص في تصميم واجهات الاستخدام وتجربة المستخدم، عملت على عشرات مشاريع تصميم التطبيقات والمواقع، وأعمل حالياً كمستشار تصميم تجربة مستخدم ضمن العديد من الشركات التقنية، بالإضافة لعملي كمدير للمنتجات ضمن مشاريع تقنية مختلفة.