تابعني على
لا يمكننا اعتبار منتج على أنه ناجح في حال لم يتقبله المستخدم، هنا يأتي دور التصميم المتمحور حول الإنسان.
نحن كمصممين نقوم بالعمل على تصميم عشرات ومئات المنتجات يومياً، هذه المنتجات سيتم استخدامها من قبل أشخاص آخرين بالطبع، ولكن ماذا سوف يحصل لو كان تصميم هذه المنتجات غير مناسب للمستخدمين؟
حسناً الجواب واضح جداً، سوف يفشل هذا المنتج في تحقيق الغرض منه، وسوف يتخلى عنه المستخدمون كونه غير مفيد.
من هنا بدأ ظهور مصطلح التصميم المتمحور حول الإنسان Human-Centered Design، والذي قام دون نورمان في صياغته في بداية ثمانينيات القرن الماضي، سأقوم في هذه المقال بالغوص ضمن هذا المصطلح حتى نستطيع فهمه بشكل جيد.
هو عبارة عن نهج يقوم بوضع احتياجات المستخدمين في مقدمة عملية التصميم، وذلك عبر فهم احتياجاتهم ورغباتهم وسلوكياتهم والقيود المفروضة عليهم، وينتج عنه في النهاية تصاميم تراعي المستخدم وتلبي متطلباته الصحيحة في عملية التصميم.
"يتمثل التحدي في استخدام مبادئ التصميم المتمحور حول الإنسان لتحقيق نتائج إيجابية ومنتجات تعزز الحياة وتضيف إلى سعادتنا. الهدف هو إنتاج منتج رائع، ناجح، يحبه العملاء، ويمكن إنجازه."
دون نورمان
وقد قام دون نورمان أيضاً بالتركيز على بعض الأمور بصفتها أمور مهمة جداً، وهي عدم التركيز على المستخدم أو الشخص ضمن عملية التصميم وإنما التركيز على المجموعة أي الإنسانية، وذلك بهدف جعل التصميم أكثر شمولية للجميع.
ولكي نتمكن من ضمان نجاح التصميم وجعله بشكل مناسب لمشاكل المستخدم، علينا أن نتقيد بأربع مبادئ رئيسية ضمن التصميم وهي:
هناك أربع خطوات أساسية يجب أن تقوم بها وهي:
في هذه المرحلة يجب أن تقوم بتحديد مجموعة الأشخاص المستهدفين، مثل العمر والعرق والخبرة التكنولوجية، ثم تقوم بالانغماس في حياة هؤلاء المستخدمين لكي تتمكن من اكتساب فهم أكبر لهم وللمشاكل التي تواجههم.
قم بمراقبة المجموعة وطرح الأسئلة لكي تتمكن من فهم سلوكياتهم وأفكارهم، ومن الأفضل أن تحدد رأيك وتحيزك في البداية حتى تتمكن من فصلها وتجنب خلطها مع آراء المجموعة.
يمكن ضمن هذه المرحلة أن تقوم بعمل مقابلات فردية أو مجموعة تفكير مع المستخدمين، ومن الممكن اللجوء إلى خبراء من اجل اجراء عمليات مسح، كل هذه الأمور سوف تساعدك في تطوير تعاطفك مع المستخدمين بشكل أكبر.
الآن بعد أن قمت بجمع المعلومات وأجريت البحوث، يمكنك الإنتقال إلى الخطوة التالية وهي التفكير في المشكلة ووضع الأفكار حول الحلول المقترحة، هنا قد يكون وضع خريطة لربط الأفكار أمر مساعد بالنسبة لك.
عليك كتابة جميع الملاحظات التي جمعتها على أوراق لاصقة ثم قم بجمع الملاحظات المشابهة معاً، وابدأ بتوليد الأفكار حول الحلول المقترحة، هدف هذه المرحلة هو توليد أكبر قدر ممكن من الأفكار المختلفة مهما كانت هذه الأفكار غريبة وغير شائعة.
الآن أصبح لديك مجموعة من الأفكار ولكنها تحتاج للاختبار، لذلك عليك الآن أن تقوم باختيار افضل هذه الأفكار وعمل نماذج أولية لها، لا يجب أن تكون هذه النماذج الأولية عالية الدقة، لأننا سنقوم باختبارها بشكل سريع للتأكد منها أولاً.
هذه العملية يجب أن تكون متكررة حتى تتمكن من تجربة أكبر كمية من الأفكار، وأيضاً إجراء تعديلات على النماذج الاولية وإعادة اختبارها مرة أخرى بهدف تحسينها لأكبر قدر ممكن، وبمجرد الإنتهاء من هذه المرحلة سيكون لدينا نموذج أولي للفكرة مناسبة ومختبرة.
الآن يمكنك تنفيذ الفكرة وتحويلها إلى منتج وإطلاقها ضمن السوق وفق نموذج العمل الخاص بك، ولكن يجب أن تنتبه إلى أن عملية تحسين هذا المنتج لم تنتهي أبداً، فأنت تحتاج إلى العمل بشكل مستمر على المنتج بهدف تحسينه وتطويره وفق احتياجات المستخدمين.
قد يعتقد البعض أن التصميم المتمحور حول الإنسان هو نفسه التفكير التصميمي، ولكن الأمر ليس كذلك، فالأول عبارة عن مبدأ هدفه الأساسي هو إيجاد حلول تركز على الإنسان والمستخدم، وهو لا يقوم بشرح أو تحديد كيفية الوصول إلى الأفكار النهائية.
أما التفكير التصميمي فهو أسلوب جماعي يهدف إلى الوصول إلى مجموعة من الأفكار المناسبة للتصميم عبر عدة طرق تشاركية، لذلك الهدف من كل عملية مختلف نوعاً ما.
مع ذلك يعتبر استخدام المفهومين معاً أمر شائع وجيد حيث يوفر للباحث في النهاية مجموعة أكبر من الأفكار والخيارات التي تساعده في الوصول إلى الحلول النهائية.
تصميم المنتجات لا يعد أمر نقوم به بطريقة عشوائية أو حسب رؤيتنا واحتياجاتنا، التصميم للإنسان يجب أن يراعي الإنسان والمجموعة، بهدف تحقيق احتياجاتها بشكل جيد وفق سياق الاستخدام، وإلا فإن هذا المنتج لن يعتبر مفيد بالنسبة للمستخدمين.
لذلك وضع المستخدم النهائي في مركز عملية التصميم التي تقوم بها لأي منتج يعتبر أمر مهم جداً، كونه سوف يساعدك في فهم احتياجاته والتعاطف معه والوصول في النهاية إلى حلول تصميمية مناسبة.
متخصص في تصميم واجهات الاستخدام وتجربة المستخدم، عملت على عشرات مشاريع تصميم التطبيقات والمواقع، وأعمل حالياً كمستشار تصميم تجربة مستخدم ضمن العديد من الشركات التقنية، بالإضافة لعملي كمدير للمنتجات ضمن مشاريع تقنية مختلفة.
واجهات الاستخدام
إدارة الشركات
