يمتلك مجال التصميم العديد من التخصصات ومن أهمها التصميم المرئي والذي يعتبر اساس تصميم واجهات الاستخدام.
هناك أنواع مختلفة من التصميم منها ما يهتم بالمستخدم بشكل مباشر ومنها ما يقوم على تصميم الأماكن ومنها ما يهتم في تصميم المنتجات، ولكن حتى تصميم المنتجات يتطلب أنواع مختلفة من التصميم من أهمها التصميم المرئي والذي سيكون محور هذا المقال.
يهتم التصميم المرئي Visual Design بتصميم الجزء الذي يشاهده المستخدم ضمن أي منتج فيزيائي أو رقمي، ويتم ذلك عبر استخدام مجموعة من العناصر والمبادئ التي تسمح بتكون هذه التصاميم بطريقة تكون مناسبة وسهلة الاستخدام.
ويقوم المصمم المتخصص في التصميم المرئي بالإهتمام بجوانب عدة عند العمل على أي تصميم منها ما يتعلق بالجماليات ومنها ما يتعلق بسهولة الاستخدام والبساطة، بهدف الوصول إلى تصاميم مناسبة في نهاية عملية التصميم.
مع ذلك لكي يتمكن اي مصمم مرئي من الوصول إلى نتائج عمل جيدة، لا بد أن يهتم بالمستخدم بشكل كبير، لذلك فهو يحتاج لفهم طريقة تفكير المستخدم وما هي القواعد النفسية التي تؤثر بشكل مباشر ضمن عملية الاستخدام.
طبعا الموضوع طويل ويحتاج إلى أكثر من مقال حتى استطيع سرد كل الأفكار، ولكن ما سوف اقوم بالتركيز عليه ضمن هذه المقال هو العناصر والمبادئ المكونة للتصميم المرئي لذلك دعنا نبدأ بالتكلم عنها بعد أن فهمنا ما هو التصميم المرئي.
كما ذكرت هذا النوع من التصميم يهتم في تصميم كل انواع المنتجات الفيزيائية والرقمية، مثل تصميم آلية صنع القهوة أو شكل علبة الشامبو وأيضاً تصميم واجهات الاستخدام ضمن التطبيقات والمواقع.
ولتكوين كل هذه الأنواع المختلفة من التصاميم نحتاج إلى مجموعة من العناصر التي تساعد في بناء هذه التصاميم، قد تكون هذه العناصر بسيطة جداً ولكنها تكون في النهاية أي تصميم تستخدمه.
تعتبر الخطوط من أبسط عناصر التصميم المرئي، فلا يمكن أن تجد أي تصميم لا يحتوي على خطوط بشكل ما، وتمتلك الخطوط رغم بساطتها خواص مختلفة يمكن التحكم بها.
فهناك خطوط مستقيمة ومائلة وأيضاً خطوط بسماكات مختلفة وأيضاً قد تكون متقطعة، هذه الخواص توفر للخطوط مرونة كبيرة، تساعد المصمم في توظيفها في الكثير من الأماكن ضمن التصميم مثل فصل العناصر عن بعضها البعض أو الإشارة إلى جزئيات محددة ضمن التصميم.
تعتبر الأشكال النموذج الأكثر تطوراً من الخطوط، فهي بالنهاية عبارة عن مجموعة من الخطوط مشكلة معاً حتى تكون شكل ما، فهناك المربعات والمستطيلات والدوائر وغيرها من الأشكال الأكثر تعقيداً.
تستخدم الأشكال في تكوين عناصر أخرى أو في جمع وفرز وإعادة ترتيب مجموعة من العناصر التي قد تكون من نوع واحد ضمن التصميم.
المساحة البيضاء أو السلبية هي أي منطقة ضمن التصميم لا تحتوي على شيء، وعكسها المنطقة التي تحتوي على العناصر وتسمى المناطق الإيجابية.
رغم البساطة الشديدة لهذا العنصر (فهو لا يحتوي شيء حرفياً) إلا أن المساحة البيضاء مهمة جداً ضمن التصميم، فهي تساعد على إبراز بعض العناصر والمفاهيم بشكل مبسط للمستخدم، بالإضافة إلى أنها مهمة من أجل فرز باقي العناصر وجعلها غير مزدحمة ضمن التصميم.
بشكل عام معظم التصاميم التي نقوم بالعمل عليها في الوقت الحالي هي تصاميم ثنائية البعد، مثل المنشورات وواجهات الاستخدام، أي أنها لا تملك سوى بعدين عرض وارتفاع.
لكننا في بعض الأحيان نحتاج للتعبير عن أشكال ثلاثية الأبعاد ضمن التصميم، والعناصر التي تعبر عن هذه الأشكال هي ما تسمى بالكتلة، حيث يتم التعبير عن البعد الثالث بشكل وهمي ضمن التصميم.
صحيح أن استخدام مثل هذه العناصر قليل الاستخدام نسبياً، ولكن له انتشار كبير ضمن تصميم المواقع والتطبيقات، حيث يتم استخدام اشكال ثلاثية الابعاد من أجل التوضيح.
تستخدم القيمة للتعبير عن المناطق المعتمة والمناطق المنارة، وينتج عنها الظلال بالطبع والتي تعطي التصميم نوع من الواقعية.
طبعا يتم استخدام القيمة من أجل خلق التباين بين العناصر المختلفة، وغالباً من أجل توضيح البعد الثالث ضمن التصميم.
تعتبر الألوان من أكثر العناصر المستخدمة ضمن التصاميم حيث من النادر أن تجد تصميم لا يحتوي على أية ألوان، أيضاً للألوان تفاصيل كثيرة ومعقدة تجعل استخدامها يقدم الكثير من الميزات.
حيث يتم استخدام الألوان في خلق التباين والتركيز على جزئيات محددة، وأيضاً من أجل إرسال معاني مختلفة بحسب درجة اللون المستخدمة وبحسب نوع الشريحة المستهدفة من الجمهور.
طبعا إن كنت ترغب في معرفة المزيد حول الألون كنت قد بدأت بسلسلة عن الألوان كنت أتكلم بها عن أساسيات الألوان.
آخر العناصر الأكثر شيوعاً من عناصر التصميم المرئي، حيث يعبر عن نوع السطح ضمن التصاميم، هذا النوع يمكنه أن يمتلك خواص مختلفة تؤثر على المظهر النهائي للتصميم، فمن الممكن أن يكون السطح خشن أو لامع أو مطفي وأيضاً قد يمتلك خواص اخرى.
ومن أشهر الأمثلة حول الملمس هو الأيقونات التي تم استخدامها ضمن نظام التشغيل iOS 6 في أجهزة الأيفون، حيث تم محاكاة نوع المادة بطرق مختلفة ضمن كل ايقونة.
هذه كانت أهم العناصر ضمن التصميم المرئي، ولكن من أجل أن تتمكن من استخدام هذه العناصر بشكل جيد ضمن أي تصميم يجب أن تقوم بذلك وفق مجموعة من المبادئ لكي تتمكن من استخدامها بشكل صحيح وسهل.
هناك مجموعة من المبادئ التي تضبط عملية استخدام عناصر التصميم هذه المبادئ هي:
تعني الوحدة هنا هو ترتيب العناصر المكونة للتصميم وفقه مجموعة محددة بطريقة تسهل تمييزها على المستخدم، حيث أن عدم ترتيب هذه العناصر وسردها بشكل عشوائي سوف يصيب المستخدم بنوع من عدم فهم التصميم.
وهي مجموعة من المبادئ التي تم وضعها بناءاً على نظريات ضمن علم النفس، حيث تفترض هذه المبادئ طريقة رؤية وتحليل الإنسان للعناصر عندما يقوم بالنظر إليها.
ويمكن توظيف هذه المبادئ بشكل كبير عند تصميم واجهات الاستخدام من أجل تحسين النتائج، وكمثال عن هذه المبادئ تجد ضمن الصورة ثلاثة أشكال، بمجرد النظر إليها سوف تتمكن مباشرة من معرفتها (مربع، دائرة، مثلث).
ولكن هذه الأشكال هي غير موجودة فعلياً هي عبارة عن خطوط متقطعة، ولكن عقلك استطاع تحليل المقصود من الخطوط ومعرفة المعاني الخاص بها بشكل مباشر.
يعتبر التسلسل الهرمي مهم جداً ضمن أي تصميم، فهو يوضح أهمية العناصر بالنسبة لبعضها، فكلما كان العنصر اكبر كان له أهمية أكبر، ويتم استخدام التسلسل الهرمي بشكل عام ضمن النصوص.
حيث نجد ضمن الكتب أن العناوين الرئيسية تكون بحجم كبير وتأتي العناوين الفرعية بأحجام أقل ثم النصوص بالحجم الطبيعي، هذا التسلسل الهرمي للنصوص يوضح ترتيبها بشكل منطقي للمستخدم عند القيام بالقراءة.
بشكل عام تفضل عين الإنسان العناصر المريحة لها، اي أن التصاميم أو المنتجات التي تكون فوضوية لا تكون مريحة للعين عند النظر إليها، لذلك غالباً مايقوم المستخدم بإزاحة نظره عنها.
والتوازن هو ترتيب العناصر بطريقة منطقية متوازنة ضمن أي تصميم، فمثلاً ليس من المنطقي تجميع كل المكونات أو العناصر ضمن جزئية محددة من التصميم وترك باقي أجزاء التصميم فارغة، هذا يسبب عدم توازن بالتصميم.
يعتمد التباين على إعطاء قيمة مخالفة لبعض العناصر ضمن التصميم بشكل مبالغ به، بهدف جعلها مختلفة تماماً عن باقي التصميم أي جعلها متباينة عنه بهدف إبرازها لعين المستخدم.
وكمثال عن التباين نجد أن أزرار الحذف ضمن التصاميم غالباً ما تكون بلون أحمر مختلف عن باقي التصميم، لكي يستطيع المستخدم تمييزها عن باقي العناصر بسهولة.
يعتبر هذا المبدأ بسيط حيث يعتمد على تغيير حجم العناصر بالنسبة لبعضها بهدف إضافة بعد ثالث للتصميم.
فنحن نعتبر العناصر الأكبر هي العناصر الأقرب بينما العناصر الأصغر هي عناصر أبعد بالنسبة لنا، هذا التفاوت بالأحجام ضمن العناصر داخل التصميم، سوف يعطي بعداً إضافياً للتصميم.
يستخدم هذا المبدأ من أجل إظهار اختلاف ملحوظ ضمن أحد العناصر عن عناصر مشابه له بشكل واضح.
وكمثال عن استخدام الهيمنة نجد أن الشركات تستخدم هذا المبدأ ضمن جدول عرض الأسعار الخاص بالاشتراكات، حيث تجد أن أحد هذه العروض ملون بطريقة مختلفة تماماً الهدف هنا هو دفع المستخدم للاشتراك ضمن هذه الحزمة تحديداً عبر إبرازها بشكل واضح.
كانت هذه جميع عناصر ومبادئ التصميم المرئي، والذي نسميه في بعض الأحيان مصمم واجهات الاستخدام، وعبر هذه المجموعة سوف تتمكن من تصميم الجزء المرئي من أي منتج أو واجهة استخدام سوف تعمل عليها.
دراستك لكل هذه التفاصيل بشكل مفصل سوف يساعدك جداً في التحكم بالتصاميم التي تعمل عليها وإخراجها بطريقة مناسبة للمستخدم، وعدم تقيدك بها سوف ينتج في النهاية تصاميم ضعيفة أو لا تستطيع إيصال الرسالة أو تقديم حل تصميمي مناسب.
متخصص في تصميم واجهات الاستخدام وتجربة المستخدم، عملت على عشرات مشاريع تصميم التطبيقات والمواقع، وأعمل حالياً كمستشار تصميم تجربة مستخدم ضمن العديد من الشركات التقنية، بالإضافة لعملي كمدير للمنتجات ضمن مشاريع تقنية مختلفة.